Abstract:
يعد الوعي بالمستقبل واستشراف آفاقه وفهم تحدياته وفرصه من المقومات الرئيسية في صناعة
النجاح، فاإلعداد للمستقبل يتم في الحاضر، وتؤثر تصورات الناس حول المستقبل فيما يتخذونه من
قرارات في الوقت الحاضر، سواء من أجل التكيف مع تلك التصورات عندما تقع، أو من أجل تحويل
هذه التصورات إلى واقع)عامر،8002 ،28.)
وتتزايد أهمية استشراف مستقبل نوعية التعليم الجامعي بتزايد التنافس بين دول العالم على كسب
السبق في زمن العولمة واَّلقتصاد التكاملي، حيث تتنقل رؤوس األموال باحثة عن البيئة ذات الجودة
التعليمية العالية، والتي تخ ّرج عاملين أعلى مهارة وأكثر إنتا ًجا وبالتالي تضمن عائدات أعلى
للمستثمرين.
وبدون محاولة قراءة مستقبل الطلب على التعليم الجامعي، وكيفية مقابلة ذلك الطلب بشكل يضمن
توزي ًعا مثالًيا للموارد، وتحقيق القدر األقصى من الفاعلية في مقابلة معايير الجودة العالمية، لن يتأتى
مقاومة القوى المنافسة )الجابري وآخرون،8002م،11.)
إن نظرة استشرافية إلى أفق عام 2111م ، تبين أن التعليم الجامعي سيشهد تحتت تتأثير العولمتة جملتة
من التغيرات العميقة، التي قد تحدث هزات عنيفة في منظومته، و بالنظر إلى واقع التعليم الجامعي في
اليمن تكشف )وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، 8002 )بأنه يعاني من الهدر والفاقد كميا وكيفيا،
ويغلب عليته النمطيتة والشتكلية والمركزيتة، كمتا أن هنتاك فجتوة بتين أهدافته المعلنتة المنشتودة وواقعته
الفعلي الميداني المعاش .
وللتغلب على تلك التحديات بدأت اليمن بتبنتي نظتام اَّلعتمتاد األكتاديمي متؤخرا ،وبتتاري )82 يونيتو
8010م( تم تأسيس مجلس اَّلعتمتاد األكتاديمي وانتختاب أعضتائه بموجتب قترار متن رئتيس التوزراء
برقم )802 )للعام )8010م ( .
َّل يبدو تحقيق ضمان الجودة واَّلعتماد عمًل يسيرا، وَّل هدفا سهل المنال، بل هو عملية شاقة
وصعبة تتطلب الكثير من الجهود والوقت، وتتطلب هذه العملية توفر الرغبة لدى جميع المعنيين
باختًلف مراكزهم، تترجم هذه الرغبة في مساندة حقيقية وجادة للعمل على هذا الصعيد، فضًل عن
3
توفير الدعم المؤسسي في مختلف الجوانب ويتطلب فريقا مؤمنا ومتحمسا ومدربا على نحو جيد
)الشامي عبدالرحمن، 8002م( .
ولقد نال موضوع اَّلعتماد األكاديمي اهتمام الكثير من الباحثين في الجامعات اليمنية، ولقد أظهرت
دراسة)الحريري، 8002 )في جامعة إب، مدى حاجة الجامعات اليمنية إلى نظام اَّلعتماد األكاديمي،
وبينت أبرز معوقات تحقيق ضمان الجودة، وأوصت دراسة )زميًلن، 8002 )بضرورة وجود
معايير متفق عليها لجودة العملية التعليمية في كلية التربية بجامعة عدن، وكشفت دراسة اسحاق
)8002 )عن المشكًلت التي تعاني منها جامعة إب، وأكدت الحاجة الماسة لتأسيس وتطبيق ضمان
الجودة بجامعة إب وضرورة تجاوز التحديات والعقبات التي تواجه تأسيسه، ودراسة)ناجي، 8002)
في جامعة عدن، وقدمت دراسة)الشامي والحجيلي، 8002 )في جامعة ذمار تصورا مقترحا لتحسين
برامج إعداد المعلم في ضوء معايير اَّلعتماد، ودراسة )السماوي والمخًلفي،8002 )في جامعة تعز
قدمت رؤية مستقبلية للجودة في جامعة تعز، وتوصلت دراسة) الهمداني،8010 )إلى بناء معايير
مقترحة لنظام اَّلعتماد األكاديمي في الجامعات اليمنية ،وإضافة لتلك الجهود يأتي هذا البحث ليحاول
رسم أهم المًلمح المستقبلية لنظام اَّلعتماد األكاديمي في الجامعات اليمنية المحتملة والممكنة خًلل
العقدين المقبلين.
وبالرغم من أهمية تلك الدراسات، إَّل أنها أغفلت أن اَّلعتماد األكاديمي عملية تتطلب فترة زمنية
ليست بالقصيرة، وبالتالي تحتاج إلى تخطيط طويل المدى، باإلضافة إلى أن تلك الدراسات أغفلت أن
اَّلعتماد األكاديمي عملية تتكون من بعدين أساسيين َّل مجال للفصل بينهما، ُمعت ِمٌد و ُمعت َمد، يتمثل
البعد األول في الجهة مانحة اَّلعتماد، ويتمثل البعد الثاني في الجهة طالبة اَّلعتماد، والتركيز على
.
أحدهما دون اآلخر َّل يضمن نجاحاً، ما لم يتم التحرك في البعدين معاً
ويتطلتتب اَّلعتمتتاد األكتتاديمي تغييتترا جتتذريا فتتي الممارستتات والمعتتايير واألنمتتاط التتتي تحكتتم عمتتل
المؤسستات التعليميتة، وهتذا التغييتر َّل بتد أن يراعتي متدى استتعداد المنظمتة لهتذا التغيير،ومتدى تقبتل
أعضتتاء المنظمتتة وقياداتهتتا للتغيتترات الًلزمتتة، وإيمتتانهم بقتتدرة منظمتتتهم علتتى إجتتراء التغييتترات
الضتترورية )ِ1993,Others&Armenakis ،)وبالتتتالي ينبغتتي أن تكتتون الكليتتة أو الجامعتتة جتتاهزة
لتطبيق أي مبادرة يتطلبها اَّلعتماد األكاديمي حتى َّل يتعرض للمقاومة.
4
ويعد إدراك جاهزية المنظمة لدى األطراف