Abstract:
تُعد دراسة الجدوى من الدراسات الهامة التي لا غنى عنها لأي مشروع من المشروعات الاستثمارية أو المؤسساتية في أي من القطاعات العامة والخاصة أو المختلط تحرص على الارتقاء بإدائها في عصرناً الحاضر عصر المعلوماتية والسرعة وسيطرة التقنية الحاسوبية على جزء كبير من أعمال المؤسسات ومشاريعها وعنصراً هاماً في نجاحها وقدرتها على التخطيط والتطوير واتخاذ القرارات بأقل نسبة من الأخطاء وبالتالي الاستغلال الأمثل للإمكانيات والاستثمار الأفضل للوقت. وتبلورت مشكلة الدراسة بالتساؤل عن ما دور دراسة الجدوى في تنفيذ مشاريع نظم المعلومات في المؤسسات الحكومية اليمنية؟ وهدفت الدراسة إلى التعرف على دور دراسة الجدوى في تنفيذ مشاريع نظم المعلومات في تلك المؤسسات، معتمدة في فرضيتها الرئيسة لا يوجد دور لدراسة الجدوى في تنفيذ مشاريع نظم المعلومات في المؤسسات الحكومية اليمنية. وقد تم اختيار مجتمع الدراسة بوزارتي الإدارة المحلية والتربية والتعليم؛ بالاعتماد على العينة العشوائية البسيطة، حيث شملت عينة الدراسة إدارتي نظم المعلومات في الوزارتين ، وتم استخدام منهج المسح الشامل للأفراد العاملين فيهما.
وتمثلت أدوات الدراسة بالاستبانة التي تم الحرص على إعدادها بطريقة علمية، شملت إجراء التحكيم العلمي من قبل نخبة من الأكاديميين المتخصصين في الجامعات اليمنية، وكذا إجراء الاختبارات القبلية لقياس الصدق والثبات الظاهري للاستبانة، ثم النزول الميداني لتوزيعها. بلغ عدد أفراد العينة 65 فرداً، يمثلون كامل العينة المستهدفة، وقد تم استرجاع 55 استمارة فقط. ففي وزارة التربية والتعليم بلغ عدد أفراد العينة 20 فرداً تم استرجاعها كاملة، في حين بلغ عدد العينة في وزارة الإدارة المحلية 35 فرداً ، كانت 10 من الاستمارات الموزعة فاقدة، وتم تفريع
وتحليل مضمون الاستبانات باستخدام نظام SPSS، إضافة إلى استخدام المقابلة الفردية (بعدد 6 مقابلات،3 في كل وزارة، استهدفت مدير عام ورئيس قسم ومختص في كلا الإدارتين ) من خلال مصفوفة بنظام أكسل، تضمنت تبويب المعلومات على مستوى كل وزارة وبحسب الدرجات الوظيفية، وكذلك استخدام أداة الملاحظة، ومن ثم التفريغ والربط والتركيب والتحليل لكل ما تضمنته أدوات الدراسة، والوصول إلى النتائج والتوصيات. أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة: وجود دور نسبي لدراسة الجدوى في تنفيذ نظم المعلومات في كلا الوزارتين؛ نظراً للتنفيذ الجزئى غير المكتمل، وغياب الربط المعلوماتي بين القطاعات الإدارية على المستوى المؤسسي الأحادي والجماعي، واتساع الفجوة بين الأهداف النظرية والتطبيقية والطموحات والتطلعات المؤسسية. بالإضافة إلى ذلك خلصت الدراسة إلى عدم استيعاب نظم المعلومات للتطور والنمو المستقبلي، وعدم تنوع أنشطتها، لمواكبة التوجهات والتغيرات العالمية نحو عولمة الأنشطة المالية والإنتاجية والتكنولوجيا الخدمية، فإغفال مرحلة من مراحل دراسة الجدوى ينتج عنها انهيار أو تعثر جزئي أو كلى لمشاريع نظم المعلومات كما هو الحال في مشاريع نظم المعلومات(محل الدراسة).
ومع ذلك بينت الدراسة ارتفاع الوعي لدى العاملين بأهمية دراسة الجدوى بنسبة (74.62%)، وضرورتها في تنفيذ مشاريع نظم المعلومات بنسبة (72.85%)، ودورها في اختيار أفضل تقنية؛ لتنفيذ نظم المعلومات عند المبحوثين بنسبة (74.91%).